تعد هلسنكي عاصمة فنلندا وهي ميناء بحري رائد ومدينة صناعية كما أنها على شكل شبه جزيرة تقع في أقصى جنوب البلاد وتحدها موانئ طبيعية رائعة ويطلق على هلسنكي اسم “مدينة الشمال البيضاء” وتعود هذه التسمية إلى مبانيها المصنوعة من حجر الجرانيت ذي الألوان الفاتحة

وتشتهر العاصمة هلسنكي بتصاميمها وهندستها المعمارية الفريدة وهي أكبر مدينة في فنلندا إذ تتميز بإيقاع هادئ فهي مناسبة للرحلات السياحية ويمكن الوصول إليها ببساطة ناهيك عن نظام النقل المتطور فيها والذي يعد واحدا من أفضل أنظمة النقل في العالم بالإضافة إلى خط مترو جميل ينقلك بين معالم المدينة ومراكزها الرئيسية كما يمكنك ركوب الدراجة أو المشي في كل مكان في المدينة هلسنكي مدينة جميلة وفريدة تستحق الزيارة

 تقع هلسنكي على خليج فنلندا في شبه الجزيرة الجنوبية مقابل إستونيا وتوجد قبالة سواحلها مجموعة من الجزر التابعة لها يمكن الوصول إليها باستخدام القوارب والعبارات أما شمال هلسنكي فيؤدي بك إلى مدن فنلندا الأخرى ويتصل الشمال بحدود روسيا والسويد وتغطي هلسنكي مجموعة من الجزر والخلجان وأشباه الجزر

يبلغ عدد سكان هلسنكي اليوم في عام 2020 حوالي 1,304,851 نسمة إذ بلغت نسبة النمو السكاني فيها منذ عام 2015 حوالي 1.32% ويبلغ عدد سكان المناطق الحضرية فيها 1231595 نسمة أما عدد سكانها بشكل عام فهو أكثر من 1.4 مليون نسمة فهلسنكي المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في فنلندا كما أن عدد الإناث فيها أكبر من الذكور وهن بنسبة 53.4٪ أما متوسط عمر سكانها فهو أقل من المتوسط الوطني بقليل إذ يعيش الرجال 75.1 سنة بينما تعيش النساء حوالي 81.7 سنة

أما اللغات الرسمية في هلسنكي فهي الفنلندية والسويدية ويتحدث غالبية سكانها اللغة الفنلندية كلغتهم الأم وهم بنسبة 81.9٪ أما النسبة الأقل منهم وهي 5.9٪ يتحدثون اللغة السويدية و 12.2% يتحدثون لغات أصلية أخرى وتستقبل هلسنكي العدد الأكبر من المهاجرين في فنلندا فيشكل المواطنون الأجانب 8% من السكان وهم من 140 جنسية مختلفة.

تعد مدينة هلسنكي واحدة من أهم المناطق السياحية في فنلندا فهي مدينة فتية فيها الكثير من الفعاليات والأنشطة بالإضافة إلى العديد من المعالم الأثرية والتاريخية تعرف عليها فيما يلي:

كوباتوري: هو أشهر أسواق هلسنكي ستجد فيه مطاعم لتتذوق الطعام الفنلندي الشعبي وفيه متاجر لبيع جلود حيوان الرنة والمنحوتات الخشبية ويقدم لك هذا السوق إطلالة رائعة على ميناء هلسنكي وبحر البلطيق.

متحف كياسما: يعرض هذا المتحف أفضل الفنون الفنلندية المعاصرة وبالإضافة للقطع الفنية فيه يعد المتحف بحد ذاته قطعة فنية حيث يقع المتحف بالقرب من البرلمان في وسط المدينة وهو جزء من معرض فنلندا الوطني.

منتزه لينانماكي الترفيهي: ستجد في هذا المنتزه ألعابا وأنشطة ترفيهية مناسبة للأطفال والكبار وفيه 13 مطعما يقدم لك وجبات مختلفة.

متحف سيوراساري المفتوح: يقع هذا المتحف على إحدى جزر هلسنكي وهو مكان مثالي للتعرف على الطريقة التي عاش بها الفنلنديون قديما فهو أكبر متحف في الهواء الطلق في فنلندا يفتح أبوبه للزوار منذ عام 1909 ولكنه يغلقها خلال فصل الشتاء.

كاتدرائية أوسبنسكي: كاتدرائية أرثوذكسية شرقية مصنوعة من الحجر الأحمر مع قباب ذهبية اللون تعد هذه الكنيسة أكبر كنيسة أرثوذكسية في أوروبا الغربية وقد بنيت في ستينيات القرن التاسع عشر وسترى فيها تأثير روسيا على فنلندا بوضوح.

كاتدرائية هلسنكي: يطغى على كاتدرائية هلسنكي اللون الأبيض وكانت تسمى كنيسة القديس نيكولاس على اسم القيصر الروسي ولكن غيرت فنلندا اسمها بعد استقلالها عن روسيا ستذكرك هذه الكنيسة بالمباني اليونانية القديمة إذ تتميز بأعمدة بيضاء وتماثيل رائعة مصنوعة من الزنك.

سومينلينا: بنى هذه القلعة البحرية القديمة السويديون في منتصف القرن الثامن عشر لحماية أنفسهم من الغزاة الروس وكانت بمثابة قاعدة بحرية صنعت فيها سفنا حربية وتمتد هذه الجزيرة على ست جزر صغيرة قبالة ساحل هلسنكي وتعد واحدة من أشهر معالم المدينة وأكثرها جذبا للسياح وهي مفتوحة للزيارة على مدار العام.

أسس مدينة هلسنكي الملك السويدي غوستاف الأول فاسا عام 1550 بهدف التنافس مع مدينة ريفال والتي تدعى اليوم تالين في إستونيا الواقعة على الشاطئ الجنوبي لخليج فنلندا أي قبالة ساحل هلسنكي ولم تكن هلسنكي في موقعها الحالي قديما فكانت تقع على بعد 4.8 كيلومترا شمال موقعها الحالي التي نقلت إليه عام 1640 وقد دخل مرض الطاعون إلى المدينة عام 1710 ودمر سكانها وأُحرقَت بالكامل عام 1713 ولم تستطع أن تتطور بعد ذلك بسبب الهجمات الروسية عليها في القرن الثامن عشر

وقد ظل الحال على ما هو عليه حتى عام 1748 فأصبحت مستوطنة آمنة عندما أنشئت فيها قلعة على مجموعة صغيرة من الجزر خارج الميناء وتسمى القلعة سيفيبورغ من قبل السويديين وسومينلينا من قبل الفنلنديين. وفي عام 1808 غزت روسيا فنلندا وأحرقت هلسنكي مرة أخرى وبعد ذلك تم التنازل عن فنلندا لروسيا عام 1809 ونقل القيصر الروسي عاصمة دوقية فنلندا الكبرى من توركو إلى هلسنكي عام 1812 وفي هذه الأثناء أعيد بناء هلسنكي بالكامل وصمم فيها المهندس المعماري الألماني كارل لودفيح إنجل عددا من المباني الرائعة على الطراز الكلاسيكي الجديد

ومن هذه المباني مجلس الدولة والمبنى الرئيسي لجامعة هلسنكي والكاتدرائية اللوثرية وبعد أن أصبحت هلسكني عاصمة فنلندا ازداد عدد سكانها بسرعة وفي عام 1917 أعلنت المدينة استقلالها عن روسيا ولكن لم يدم الاستقرار طويلا بعد الاستقلال عن روسيا إذ نشبت حرب أهلية في البلاد ولكن استعادت المدينة أمانها واستقرارها مع انتخاب أول رئيس لفنلندا عام 1919 وهنا تطورت المدينة وأصبحت مركزا تجاريا وصناعيا وثقافيا هاما.