تقع مدينة آخن في غرب ألمانيا وتحديدا في شمال نهر الراين في وستفاليا وتقع في حدودها البرية مع كل من هولندا وبلجيكا وهي من المدن المتميزة بتاريخها الذي يعبر عن تاريخ ألمانيا وما مرت به من أحداث هامة كتتويج الملوك فيها وقد كانت مقرا للملك شارلمان وتحتوي المدينة على العديد من المعالم الأثرية الهامة ويعيش فيها أكثر من مئتين وخمسين ألف نسمة وهي أكبر مدينة موجودة في الحدود الغربية للبلاد

وتعود أهميتها للاعتماد عليها في كل من المجال السياسي والنشاط التجاري منذ القِدم كما كانت مقرا رئيسيا للمجلس التشريعي خلال حكم الإمبراطورية الرومانية لها وتجمع المدينة اليوم بين مظاهر الحداثة والعراقة وقد زاد من أهميتها دورها اليوم في المجالات التعليمية والصحية والسياحية وفي المقال الآتي ذكر نبذة موجزة عن تاريخ مدينة آخن وأبرز المعلومات المتعلة بها إضافة إلى أهم المعالم فيها .

وجد العلماء العديد من الاَثار التي تدل على وجود مستوطنات بشرية في مدينة اَخن تعود إلى العصر الحجري الحديث وقد سكان الرومان أيضا في مدينة اَخن إذ توجد العديد من الينابيع الحارة الطبيعية الوفيرة والتي حولت إلى حمامات رومانية تقليدية وقد استخدمت الحمامات من قبل السكان لعدة قرون ولا يزال يوجد الكثير منها في المدينة الاَن. وأصبحت اَخن جزءا من الإمبراطورية الرومانية المقدسة وذلك بعد سقوط روما وأعجب الإمبراطور شارلمان بالمنطقة كثيرا

ولذلك بنى قلعة فيها وكان الإمبراطور يقضي فصل الشتاء في اَخن وذلك للاستفادة من ينابيعها الحارة وكانت توجد في قلعة الإمبراطور كنيسة لا تزال موجودة إلى اليوم في تلك المدينة وقد أصبحت جزءا من كاتدرائية اَخن وقد دفن شارلمان فيها والكاتدرائية هي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. وكانت مدينة اَخن واحدة من أهم المدن في الإمبراطورية الرومانية المقدسة وذلك خلال العصور الوسطى إذ توِج جميع أباطرة المدينة في الكاتدرائية وخلال تلك الفترة مرت المدينة بين فرنسا وروسيا وذلك نتيجة لسلسة طويلة من الحروب والمعاهدات وفي أوائل القرن التاسع عشر تخلت فرنسا عن المدينة وخلال الحرب العالمية الثانية تعرضت للعديد من الأضرار الجسيمة ولكنها أعادت بناءها وهي الاَن تستقبل الزوار من جميع أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية.

تحتوي مدينة آخن على العديد من الوجهات السياحية الهامة كالمنتجعات العلاجية والمناظر الطبيعية والآثار التاريخية ويعد فصلا الربيع والصيف الوقت الأفضل لزيارتها وفي ما يأتي أهم معالم المدينة:

النصب التذكاري: وهو تمثال للملك شارلمان أحد ملوك ألمانيا الموجود في الساحة العامة للمدينة ويعد من أكثر الآثار القديمة جذبا للسياح وقد أشارت المصادر التاريخية للعلاقات الجيدة بين الملك والخليفة العباسي هارون الرشيد.

شوارع المدينة: تمتاز شوارع مدينة آخن باحتوائها على الآثار الرومانية التي تعود إلى العصور الوسطى ويمكن التنزه بها للاستمتاع بمشاهدة مبانيها المتميزة بتصميمها المعماري كما تحتوي على نوافير المياه والبوابات الجميلة والمعاهد التقنية ومعاهد اللغات.

مسجد بلال: يعود تاريخ بناء هذا المسجد إلى عام 1964 ويعد من أهم المساجد في المدينة إذ تقام فيه المؤتمرات والدروس للتعريف بتعاليم الإسلام كما يحتوي على مكتبة كبيرة

المنتجع الحراري: يعد هذا المنتجع مقصدا للعلاج من الكثير من الأمراض بسبب مياهه المعدنية كما يعد مكانا مناسبا للاسترخاء والراحة.

منتدى الفن: وهو منتدى لودفيج الذي يعود تاريخ تأسيسه لعام 1928 ويحتوي على العديد من القطع الفنية والآثار التاريخية وتقام فيه المعارض الفنية والثقافية وأكثر ما يميزه تصميمه المعماري الذي يشبه محطة القطار.

كاتدرائية آخن: تعد هذه الكاتدرائية من مواقع التراث العالمي لاعتبارها أقدم كنيسة موجودة في شمال أوروبا وتعود أهميتها لاعتبارها المقر الرئيسي لتتويج ملوك ألمانيا قديما.

اَخن كاتدرائية الخزانة: تعد واحدة من أكثر مجموعات الأعمال الفنية والدينية المهمة في أوروبا خلال العصور الوسطى وهي تشمل العديد من المعالم الأثرية الدينية المقدسة والكنور من العصور الوسطى ومن أشهر تلك الاَثار  صليب لوثر وشارع شارلمان ومن بين المعالم البارزة الأخرى هو تابوت بيرسيفوني الذي دفن فيه شارلمان ويوجد تمثال نصفي مصنوع من الفضة ويحتوي على غطاء جمجمة الملك.

متحف كوفن: في عام 1958 تأسس المتحف وهو يضم دار للالساكن وكان يعرف قديما باسم هاوس مونهايم ويضم أيضا العديد من التصميمات الداخلية المنزلية الرائعة.

متحف سورمونت لودفيج: تأسس المتحف عام 1877 وقد اعتمد اسمه الحالي من السبعينيات وهو متحف خاص لعشاق الفن والمؤرخين ويعد موطنا لمجموعات رائعة من التماثيل والتي تعود إلى العصور الوسطى والفن الألماني والهولندي المبكر ويضم أيضا أعمال رامبرانت فان دايك وتوجد أيضا مجموعة رائعة للفنون الحديثة للفنانين الألمان واللوحات الزجاجية الفريدة.